قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم1
سافر رجل وحده في صحراء مترامية الأطراف 0 والسفر الفذ ّ( الفرد) ليس حميداً 0 وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم المسافر وحده ، فقال 0 هو شيطان 0 سافر حاملاً على بعيره ما يحتاجه من ماء وزاد 0 اخترقها يريد الوصول إلى مبتغاه في الطرف الآخر منها ، جدّ السير فيها 0 حتى إذا أدركتـْه القالة ( القيلولة ) ربط راحلته إلى ظل شجرة ونام ، وكان نومه طويلاً عميقاً ، لم يصحُ منه إلا وقد انفلتت الراحلة ، وغابت عنه ، فقام مشدوها فزعاً ، يبحث عنها هنا وهناك ، فلم يجدها 0 انطلق إلى أعلى كثيب شرقاً ونظر إلى البعيد ، فلم يجدها 0 وانطلق إلى كثيب في الغرب يرجو أن يعثر عليها ، فخاب ظنه . هرول في كل الاتجاهات عله يعثر عليها أو على أثرها 0 فعاد بخفي حنين
عاد إلى الشجرة كليلاً مرهقاً 0 خسر راحلته 0 وخسر معها زاده وماءه 0 وأيقن بالهلاك 0 فارتمى مكدوداً حزيناً ينتظر الموت 0 ويندب حظه 0 وأخذه النوم مرة أخرى 0
لما أفاق 0 وجد راحلته ، فوق رأسه 0 فلم يصدّق حتى أخذ بلجامها وتحسسه مرات ومرات 0 فلما تيقن أنه نجا من الموت عطشاً وجوعاً وعادتْ إليه روحه 0 وأخذه الفرح كل مأخذ قال من شدة فرحه يشكر ربه سبحانه 0 اللهم أنت عبدي 0 وأنا ربك 0 أخطأ من شدة الفرح 0
إن الله تعالى أشد سروراً 0 وأكثر فرحاً بتوبة عبده وعودته إليه 0 إلى التقوى والرشاد 0 من هذا الرجل بعودة راحلته إليه
رياض الصالحين ، باب التوبة
سبحان الله 0 لا إله إلا الله 0 ما أكرم خالقنا 0 وما أعظم عفوه 0
تبت إليك يارب ، فاقبلني في عبادك الصالحين
ثم التفت إلى شيخه 0 فرأى عينيه تدمعان وشفتيه تلهجان بذكر الله رب العالمين 0 فانتظر قليلاً حتى هدأ الشيخ 0 ثم نظر الشيخ إليه قائلا
مثاله 0 ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم 0 فقال 0
إن امرأة 0 تحجّر 0 قلبُها 0 فكأنه قـُدّ من صخر 0 وغادرتـْه الرحمة ، فأمسى كهفاً مظلماً لا يعرف للخير سبيلاً ولا للمعاني النبيلة طعماً 0 طرقتْ بابَه الشفقةُ 0 فصُدّتْ عنه 0 وعشعشت فيه الكراهية ونمَتْ 0 لعل هرة 0 أكثرَتْ الدخول عليها 0 فطردَتـْها 0 ثم طردَتها 0 والحيوان أعجم لا تدفعه سوى غريزته 0 تستقطبه الرحمة فيُقدِم 0 ويمنعه الأذى فيهرب 0 والهرة أَلوفٌ 0 من الطوّافات 0 تدخل البيوت دون استئذان 0 فإن رأتْ ترحيباً من أهل الدار أقامت 0 وإن رأت إعراضاً ولّتْ 0 أمّا أنْ تمسكها هذه المرأة القاسية 0 فتربطها وتمنع عنها الماء والطعام 0 وتسمع مواءها 0 فلا تكترث 0 وأنينها فلا تهتم 0 حتى تذبل وتذوي 0 فتموت صبراً 0 فهذه غاية القسوة 0 ونهاية في الظلم 0
كان أولى بها أنْ تتركها في أرض الله تأكل من هوامها وحشراتها 0 تتصيّدها هنا وهناك 0 ولن تعدم في أرض الله الواسعة ما يقيم أَوَدَها 0 ويكفيها مؤونتها 0