..تـرى أين نحـن.. ( سكـب حرف للنصـرة)..~

السـلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إلـى متى ننسج بالصمت خيـوطاً؟..
إلـى متـى نشكل بالبـرود جليـداً..؟
ننسـج بالصمت خيوط عدم الاهتمـام و بالبـرود نشكل جليد لا مبـالاة
و كـأننا نسينا أننا أمـة الإسـلام..
أمـة نصرها الله و اصطفاها لدينـه الحق..
ما بال الأقـلام تزخ سمـومها مستلذة الوقيعة في علماء الشـريعة الذين هم على المحجـة البيضـاء
و تستكثر نثر قطرة حبر في وجـه الشيعـة الذين سبـوا واحدة من خير نساء العالمين..
السيـدة عائشـة رضي الله عنها..
و هذه ليست كأي سبـة،فكيف تتهم زوج رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بأنهـا كافرة و أنها في قعر جهنـم..
و لا نـرى رداً واحـداً..
أ إلـى هذا الحـد ماتت القلـوب و انغمست في الدنيا
فحرمت من نعمة التوفيق للهـداية؟..
أ نسـوا من هي السيـدة عائشـة -رضي الله عنها-..؟
أنسـوا أنها من قال فيها الذهبي في السير (2/140): "... ولَم يتزوَّج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها، ولا أحَبَّ امرأةً حُبَّها، ولا أعلمُ في أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم -بل ولا في النساء مطلقاً- امرأةً أعلمَ منها ".
وفي السير أيضاً (2/181) عن عليِّ بن الأقْمَر قال: "كان مسروق إذا حدَّث عن عائشة قال: حدَّثتنِي الصِّدِّيقةُ بنتُ الصِّدِّيق، حبيبةُ حبيبِ الله، المُبرَّأةُ من فوق سبع سماوات، فلَم أكذبها".
وذكر ابن القيم في جلاء الأفهام (ص:351 ـ 355) جملةً من خصائصها، مُلخَّصُها: "أنَّها كانت أحبَّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنَّه لَم يتزوَّج بِكراً غيرها، وأنَّ الوحيَ كان ينزل عليه وهو في لِحافِها، وأنَّه لَمَّا نزلت عليه آيةُ التَّخيير بدأ بها، فخيَّرها، فاختارت اللهَ ورسولَه، واستنَّ بها بقيَّةُ أزواجِه، وأنَّ اللهَ برَّأها بِما رماها به أهلُ الإفك، وأنزل في عُذرِها وبراءَتِها وَحْياً يُتلَى في محاريب المسلمين وصلواتِهم إلى يوم القيامة، وشهد لها بأنَّها مِن الطيِّبات، ووعدها المغفرةَ والرِّزقَ الكريم، ومع هذه المنزلة العليَّة تتواضعُ لله وتقول: (ولَشأنِي في نفسي أهونُ مِن أن يُنزل الله فِيَّ قرآناً يُتلى)، وأنَّ أكابرَ الصحابةِ رضي الله عنهم إذا أشكل عليهم الأمرُ من الدِّين استفتَوْها، فيجِدون علمَه عندها، وأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها، وفي يومِها، وبين سَحْرِها ونَحرِها، ودُفن في بيتِها، وأنَّ المَلَكَ أَرَى صورتَها للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوَّجها في سَرَقة حرير، فقال: (إن يكن هذا من عند الله يُمضِه)، وأنَّ الناسَ كانوا يَتحرَّونَ بهداياهم يومَها مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيُتحِفونَه بما يُحبُّ في منزلِ أحبِّ نسائه إليه رضي الله عنهم أجمعين ".

و الله إنها لمنزلة عالية يهبها الله لعبـاده الصـديقين.. فكيـف نسمـح لهـؤلاء أن يمـدوا ألسنتهم و يفتحوا أفـواههم بالوقيعة فيهم و ينفثون سمـومهم التي تستهـدف العقـول ..و و الله إن تسميم العقـول أقـوى من تسميـم الجسـوم..

ما بالنا بالصمـت ننسج خيـوط مواقفنـا..
و ما بالنا بالجـليد نـطفئ نيران إنكارنا لمنكرهم هذا..
ما بالنا بالصمـت ننسج ما يكتم أنفاس قلوبنا الحـرى..
و بالجليـد نذيب آخر شمـوع أوقدت في قلوبنا لنصرة الديـن..
ما نسجت خيوطنا و ما شكل جليـدنا إلا مـن

"الخـوف"..
الخـوف من أن يتهمنـا الآخرون بالطائفيـة..و أن نرمـى بالتطـرف و التشـدد..
و كـأني بنا إذ حرمنا من منحـة جليلة هي أننا لم ننل وسام الإيذاء في سبيل الله..
و كأنني بنا إذ دوى رعد الخوف في قلوبنا قاصفاً إياها لتصاب أعصابنا بالشـلل..
إن الأنبياء و الرسل قد أوذوا بأكثر من كلمـة واحدة و ما زادهم ذلك إلا إيماناً و رغبة في نشر دينهم أكثـر..
بل قد صح عن الرسول -صلى الله عليه و سلم- إخباره أنه كان فيمن قبلنا من يقرض بالمقـاريض و ما كان ذلك يثنيه عن دينـه
و ما بالنا لا نحتمـل كلمة ، قـد لا يكون وقعها كوقع سـوط ملتهب ناراً على جلـودنا؟..بل هي أخف..
ذابت في جليـد الغفـلة و ضعف الإيمان مصطلحات الثقة بالنفس فصرنا نهاب كلمـة..
كم نتقن الكتابة عن"الهم" الذي يعيشه العامة و ننسـى الهم الذي قد تسبب به من كفر أم المـؤمنيـن -رضي الله عنها- فلا يكون له من أسطرنا نصيب
أيـا أمـة قد اصطفاها الله لدينه الحق و كرمهـا و رفع قـدرها ، أما آن الأوان لمحابر النصـرة أن تنـزف بكلام الدفـاع عن أم المؤمنيـن -رضي الله عنها- و أرضاها .. و أن ترمـي بسهم الحق لتـروع به فـؤاد الباطل و تزيغـه؟..
و أذكركم بقوله تعالـى:-
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)..(محمـد-7)
انصـروا الله..