مذكرات رمضانية

تعليق المديرة كتب:: موضوع رائع ومفيد يستحق
4 نجوم

بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه أجمعين و بعـد..

ها قد أقبل رمضان،يلفنا بأجـواءه الرائعـة و نفحاته العطرة..
فنسائم رمضان مختلفـة، فهو شهر الخير و البركة ففيه أنزل القرآن و فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم*ِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } سورة القـدر..

{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر [خالية منها]، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول، حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلًا، نيفًا وثمانين سنة.

و لأقلامنا في رمضان سحر خاص، ففي كل حرف نسطره نمتلأ بمشاعر الحب و الخوف و الرجـاء، و كل كلمة نكتبها نبتغي بها رضا الله ، مـدادنا فيه مختلفلأنه سيكون من التقـوى و لأنه سيغدق على القلوب صيباً من الإيمان لتنال القرب من الله –عز و جل-..
لأن مـدادنا سينبع من إخلاص لله فلا رياء و لا سمعـة في رمضـان،بإذن الله..
كثيراً منا من يكتب خواطره من لجج المشـاعر ، حزناً، فرحاً، نجـاحاً..
ولكن حين نود أن نحكي خواطرنا عن رمضان نكتبها في قلوبنا و نعيشها بتفاصيلها
فتخرج صادقة من القلب ، بلا زخرفة لفظيـة، و تخترق القلوب بأكثر من أي سطور طويلة مزخرفة لأنها صادقـة..

هنا .. مذكرتي الرمضـانية البسيطـة..هي دقائق و أيام لصائمـة..
و فـوائد و دروس و تأملات و عبـر..
فمن آية إلى حديث إلى موقف، إلى درس و فكر.. و تأمل..و فوائد مختلفة، و رسائل..
في خير الأيام..و خير الشهـور..
دوحـة غناء و رياض أخضر أضعه هنا..
فتابعونا..
و عسى الله أن ينفع بنا و أن ينفعنا..
..

المذكرة .. [ 1 ] ..
رسـالة:طـوبى لمن علم و عمل بما علم..
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبـه
أجمعين و بعـد..
كانت إحدى معلماتي كلما دخلت علينا تستفتح حصصها بدعاء (اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً)..

مع الأيام بدأت أحس في نفسي معنى هذا الدعاء، وقرأت كلاماً لابن القيم -رحمه الله- معناه (أن الرجل قد يكون قليل علم و لكنه ينتفع بما يعلمه فيعمل به و يخشى الله و يعظمـه، و قد يكون فقيهاً إلا أنه لا يعمل بما علمه و لا يخشى الله إلا قليلاً، فلم ينتفع بعلمـه)..
فالمرء يجب أن يقرن العلم بالعمل ،و العمل بالعلم..

و في قوله تعـالى :{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }

(وهذا الصراط المستقيم هو: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. { غَيْرِ } صراط { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.)*

فاليهود علموا بلا عمل، فغضب الله عليهم، و النصارى عملوا بلا علم فضلـوا.. و كلاهما مغضوب عليـه..

و أما المؤمن فهو يعلم و ينتفع بما يعلمه،فيعمل به و يحرص على تطبيقـه..و يسأل الله أن يعينه عليه ، و يتوكل على الله في كل أموره.

و هو مع ذلك لا يعجب ولا يستكبر و لا يرائي، بل كلما علم كلما ازدادت خشيته، و علم بمدى ضعفه و فقره و قلة حيلته ، و أنه لا يلي من أمر نفسه شيئاً فهو بيد الله –عز و جل- فيبتهل إلى الله و يسأله الثبات على دينه.

و يعمل بما علم، فإن كان محرماً تركه و استغفر و تاب و أناب، و احتسب في تركه الأجر..

و إن كان واجباً سارع إلى فعله، و أداه على أكمل وجـه و صبر عليه..

(فـإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً)..(البقرة-200)

و من آثار الانتفـاع بالعلم.. أن العبد إن فرغ من عبادتـه، استغفر الله على التقصيـر، و لاحظه و عمل على الاستفادة من أخطائه و تقصيره، فيتجنبها في أعمال أخر،

و يشكر الله على ما من به عليـه، و أن وفقه لهذا العمـل..

و شتان بين هذا و ذاك الذي يرى أنه أكمل العبادة و من بها على الله..

فالأول حقيق بقبول العمل و الثاني حقيق برده..

وعلى العبـد ألا يكتم العلم، بل يسعى في نشره و تعليم الآخرين ما علمه ، قال –صلى الله عليه و سلم-: (الدال على الخير كفاعله)**و ( نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)***..

و (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)**** ..

فاحرصي غاليتي على أن تنتفعي بما علمتي و أن تعملي به و أن تعلميه غيرك و لا تضني بعلمك عليهم، فالله –عز و جل- لم يقصر الإحسان على أن يكون بالمال فقط، بل الإحسان بالعلم و الخلق أيضاً..

فتعبدي لله بما تستطيعين و الله بنيتك عليم و على توفيقك الله قدير..

(و ما ارتفع شيء أعظم من الإخلاص، و ما نزل شيء أعظم من التوفيق)..

غصـن ياقوتي: كان الصحابة لا يجاوزون العشرة آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم و العمل..

و قال الفضيل(إنما أنزل القرءان لتلاوته و تدبره و العمل به،فاتخذ الناس قراءته عملاً)..

و ختاماً:

قال -صلى الله عليه و سلم-:-

{ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا }*****

ــــــــ
*تفسير السعـدي..
**رواه مسـلم..
***رواه الطبراني في الأوسط،و كذلك ابن ماجـة..
**** رواه مسلم..
*****رواه مسلـم..

المذكرة 2 ..................

السـلام عليكم و رحمة الله و بركاته..

"في رحاب القرآن..رياحين تدبر"..

سؤال صغير: في أي جزء أنتم الآن؟..
‘
,
كنت قدذكرت في رسالتي السابقـة.. قولاً للفضيل -رحمه الله- : (إنما أنزل القرآن لتلاوته و تدبره و العمل به فاتخذ الناس قراءته عملاً..)
نعم..بإذن الله ستنال حسنات عظيمة من قراءة القرآن و كلما ختمت أكثر كلما زادت حسناتك..
ولكن..
عليك بالهمـة العاليـة..
و أتمنى أن تكونوا جميعاً ممن يرتل القرءان .. و يتلوه بتجـويد، فمن لا يجود يأثم..
لا شك أننا نشعر بأحاسيس رائعـة حين نتلوالقرآن..
و لنحصد أجراً أكثر ، و ننال القرب من الله..
سنتـدبر القرآن..
ففيه أساس السعـادة و الفـلاح في الدنيـا و الآخرة..
ستكون لنا رياحين تدبر مختلفـة..
في ليال عـدة..
لحظـات تأمل نفيسـة..
فلنستغلهـا..
...

وقفتنا الأولى مع سورة الفاتحـة..
من فضائل سورة الفاتحـة:-
-1 ابن عباس رضي الله عنهما قال :
(

بينما جبريل قاعد عند النبي صلى اللهعليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم ، لم يفتح قط إلا اليوم ، فنزل منه ملك فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض ، لم ينزل قط إلا اليوم ، فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما ، لم يؤتهما نبي قبلك ؛ فاتحة الكتاب ،وخواتيم سورة {البقرة} ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ) .. [ رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب / ]

-2 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها. وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته ).. متفق عليه ..

-3قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : {الحمد لله رب العالمين}، قال الله : حمدني عبدي . فإذا قال : {الرحمن الرحيم} ، قال : أثنى علي عبدي . فإذا قال : {مالك يوم الدين} ، قال مجدني عبدي.وإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين} ،قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل . فإذا قال : {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ، قال : هذا لعبدي . ولعبدي ما سأل ) .. [ رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ]

4) عن أبي سعيد الخدري قال : ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏قال :‏
‏( كنا‏ في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم وإن ‏ ‏نفرنا غيب ‏ ‏فهلمنكم ‏ ‏راق ‏ ‏فقام معها ‏ ‏رجل ‏ ‏‏ما كنا ‏نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر لهبثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت ‏ تحسن رقية أو كنت ‏ ترقي قال لا ‏‏ ما ‏ رقيت إلا ‏ ‏بأم الكتاب ‏ ‏قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلما قدمنا ‏ ‏المدينة ‏ ‏ذكرناه للنبي ‏ ‏صلى الله عليهوسلم ‏ ‏فقال ‏ وما كان يدريه أنها ‏ ‏رقية ‏ ‏اقسموا واضربوا لي بسهم ) .. [ رواهالبخاري] ..

يتبـع..~[ry]

تااابع المذكرة :": 2:":

السـلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كمال الإنسان بكمال قوتيه العلمية والعملية وهما مكونات سورة الفاتحة . قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: “للفاتحة قوتان: قوة علمية نظرية وقوة عملية إرادية، وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية والإرادية، واستكمال القوة العلمية إنما يكون بمعرفة فاطره وبارئه ومعرفة أسمائه وصفاته، ومعرفة الطريق التي توصل إليه ومعرفة آفاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها، فبهذه المعارف الخمس يحصل كمال قوته العلمية، وأعلم الناس أعرفهم بها وأفقههم فيها، واستكمال القوة العملية الإرادية لا يحصل إلا بمراعاة حقوقه سبحانه على العبد والقيام بها إخلاصاً وصدقاً ونصحاً وإحساناً ومتابعة وشهوداً لمنته عليه، وتقصيره هو في أداء حقه فهو مستحٍ من مواجهته بتلك الخدمة لعلمه أنها دون ما يستحقه عليه ودون ذلك وأنه لا سبيل له إلى استكمال هاتين القوتين إلا بمعونته، فهو مضطر إلى أن يهديه الصراط المستقيم الذي هدى إليه أولياءه وخاصته، وأن يجنبه الخروج على ذلك الصراط إما بفساد في قوته العلمية فيقع في الضلال، وإما في قوته العملية فيوجب له الغضب، فكمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور وقد تضمنتها سورة الفاتحة وانتظمتها أكمل انتظار .

فإن قوله: “الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين” يتضمن الأصل الأول، وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله، والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى، وهي اسم “الله” و”الرب” و”الرحمن” فاسم “الله” متضمن لصفات الألوهية، واسم “الرب” متضمن لصفات الربوبية، واسم “الرحمن” متضمن لصفات الإحسان والجود والبر، ومعاني أسمائه تدور على هذا .

وقوله: “إياك نعبد وإياك نستعين” يتضمن معرفة الطريق الموصولة إليه وأنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبه ويرضاه، واستعانته على عبادته .

وقوله: “اهدنا الصراط المستقيم” يتضمن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم، وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة إلا بهداية ربه له، كما لا سبيل له إلى عبادته إلا بمعونته فلا سبيل إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته .

وقوله: “غير المغضوب عليهم ولا الضالين” يتضمن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم، وأن الانحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد، والانحراف إلى الطرف الآخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل .

فأول السورة رحمة، وأوسطها هداية، وآخرها نعمة، وحظ العبد من النعمة على قدر حظه من الهداية، وحظه منها على قدر حظه من الرحمة، فعاد الأمر كله إلى نعمته ورحمته، والنعمة والرحمة من لوازم ربوبيته .

ــــــــــــــ
أ.د.رشـاد محمد سالم -رحمه الله-
مجلـة الصـائم
2-رمضان-1431هـ

السـلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
خـاطرة..~
"لم يتمن غير ما اختاره الله له"..~
اعلـم يا بن آدم..
أن قضاء الله كله خير و رحمة و عـدل..
فالله خير الرازقين و أرحم الراحمين و أحكم الحاكمين..
فما ابتلاك إلا لأنه يحبـك..
و ليمحص ما في قلبك..
و ليرفع درجتـك..
فإن كنت مذنباً فليردك إليـه..
و إن كنت غير مذنـب..
فكفارة و رفع درجات..
فلم الجـزع من محنـة هي منحـة..
أما سمعت قول رسولنا خير البشر -صلى الله عليه و سلم-:-
"ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب و لا سقم و لا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئـاته".. رواه أبو هريرة في صحيح مسلم..
لست أول من ابتلي و لن تكون الأخير..
فتماسك و اثبت
و لا تطلق قلبك يحلق في سماء التسخط و الأفكار السيئة فتبوء بالخسـران..
ألسنا نفرح بالهـدايا
اعتبر المحنـة هديـة و ارض بها و تعايش معهـا
فالله قد اختار لك هذا القضاء، رحمة بك و إحساناً إليك..
فزين قلبك بجمان الصبـر و الرضا و التسليم لأمر الله، تنل القرب من الله
و تفـوز بالجنـان..
و تذكر ..
أن لحظـة دعاء يجتمـع فيها انكسار صادق و ذل و قلب خاشع..
ترفعك درجات و تفك كربات
و تذهب السيئـات..
فاجمـع عليك قلبـك..
و انكسر و تذلل بين يدي الله..
بهذا تنال الخير من محنتك..
فكم من مريض عاد إلى الله بعد مرضه..
و كم من غافل اتعظ بعد حادث له..
فعـاد أفضل مما كان عليـه..
فالهج بالحمـد لربك -جل في علاه- و قل:
"إنا لله و إنا إليه راجعـون ، اللهم أجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها"..
و إن ابتليت بالنعم فاشكر الله و استخدمها في طاعته و مرضاته -جل في علاه-..
قيل لسعد بن أبي وقاص "لو دعوت الله ليرد عليك بصرك"..
فقال -رضي الله عنه- أن ما فيه أفضل من عودة بصره لأن الله قد اختاره له..
فطـوبى لقلب سمـا و تعلق بالله العلي العظيـم....

المذكرة ::::::3:::::::

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
"دقيقـة"..
"الدقيقة مستقبل" جملة قالتها إحدى صديقتي قبل سنين ، و ما زال أثرها في قلبي حتى الآن..
بين اليأس و الأمل .. دقيقـة
و بين السقم و الشفاء .. دقيقـة..
في الدقيقـة تبني مجداً و في دقيقة قد تهدم أمـة..
في دقيقـة قد تصنع فرقاً و في دقيقة قد تبقى لا شيء..
و أنفس الدقائق هي التي ألبستها عسجداً من العمل الصالح في خلالها
و في رمضان تصير الدقائق درراً
فإما
‘
,
"مكنونة" و إما
‘
,
"متناثرة"..
-في دقيقة تستطيع أن تقرأ سورة الإخلاص ما يقارب عشر مرات و الحرف بحسنة و الحسنة بعشر أمثالها
-في دقيقة تستطيع أن تسبح مائة تسبيحة، فتحط ألف سيئة أو تكسب ألف حسنـة..
-في دقيقة ، تستطيع أن تكتب كلمة، و تتوالى الكلمات فتصير سطراً ففقرة فصفحة فكتاب بإذن الله..
-في دقائق يمكنك أن تستغفر و تقول سبحان الله و بحمده مئة مرة.. و تخيل كمية الحسنات بإذن الله..
-في دقيقة و دقائق يمكنك أن تجيل بصرك متأملاً في خلق الله، و تصير من أولي الألباب بإذن الله..
-في دقائق، يمكنك أن تصلي لله ركعتين تمحوان ذنوب سنين..
و تذكر
دقات قلب المرء قائلة له .:. إن الحياة دقائق و ثوان..
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعـن ماله من أين أكتسبه وفيـم أنفقه وما عمـل فيما علم ) ..
قال الترمذي : حسن صحيح
..
قال تعـالى:-

( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) - آل عمـران..

فبادر و لا تتردد..
و اجعل من دقائق حياتك جماناً متلألئة في سطور حيـاتك..

االمذكرة 4..""..""

لسـلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
مدخل: ..}
قال -صلى الله عليه و سلم-{إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه، وذلك كل ليلة }. -[صحيح مسلم]..

.
.
لقـد كتبت في حياتي عدداً من القصص و المقالات و المواضيع والنثر و قابلت أناساً أخالهم يستحقون أن تكتب عنهم قصص، إلا أن أسوأ ما كان يطلب مني هو أن أكتب عن نفسي، فكنت دائماً أتهرب من هذا الأمر..
لكن اليوم سأضع بين أيديكم قصـة، و آمل أن تستفيدوا منها..

.تاابع لمذكرة 4
.
كان ذلك قبل ما يقارب الثلاث سنوات، في حصـة الدين كان درسنا عن التجهد ، و رغم قصره إلا أنه أثر في كثيراً
اتفقنا نحن الطالبات على القيام في ثلث الليل الأخير..
و قمنا بعقد منافسة بيننا و بين المعلمة من تصلي أكثر..
كان يوم خميس حسب ما أذكر أو ربما أحد..
كانت تلك أول مرة في حياتي.. أتأثر بها بدرس إلى هذا الحد ، تغلغل في قلبي قيام الليل، و رغبت في ذلك و أعلنتها في المنزل :
"اليوم باصلي قيام الليل إن شاء الله"..
لم ألق تشجيعاً كافياً، لكنني أردت فعلاً أن أجرب، و في تلك الليلة نمت و استيقظت بغير قصد في وقت متأخر (كنت ناسية أننا متفقات على قيام آخر الليل)، فتوضأت و صليت في الصالـة، كان المكان مظلماً و موحشاً ، صليت ركعتين ثم نمت..
في المدرسة اكتشفنا أنه لم تصلي سواي ذلك اليوم فكنت أنا الفائزة..
منذ ذلك اليوم أحببت قيام الليل أكثر، أتذكر كيف كنت أتسلل من فراشي في الساعة الثانية ليلاً لأصلي خلف الباب ، كنت سعيدة حين قرأت سورة الشعراء كاملـة، فقد كنت أقرأ قبلاً جزء عم و قصار السور..
و كنت أقوم بعد ذلك و لكن فترات متقطعـة..و لم أكن أقوم في الثلث الأخير دائماً، غير أني كنت أقوم الليل في نهاية الأسبوع
في العطـلة الماضية، كنت لا أطيق الانتظار حتى يأتي آخر الليل كنت أقوم و أصلي و صدقوني لا أحس بالتعب أو النعاس، كنت أحس أني طائرة من السعـادة، كنت اصلي عدد كبير من الركعات رغم أني لا أحفظ من القرآن سوى جزء واحد..
كانت لحظات رائعـة..
حين بدأنا الدراسة هذا العام، اقترحوا علي أن أقوم الليل فقط في نهاية الأسبوع، و أنى لي بذلك، لا أستطيع الاحتمال إلى نهاية الأسبوع، فكنت أؤخر وقت نومي و أصلي القيام متأخرة..
لم أكن أتخيل أن أنام ليلة بدون قيام..
ثم استجدت تطورات فصرت أقوم أول الليل ، و لو قلت ركعاتي فقد قال -صلى الله عليه و سلم- : (أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل) - أخرجه البخاري..

******

لله در الغرباء..- اللهم اجعلنا منهم-..
تركوا النعيم الفاني ليرثوا النعيم الأكبر..
جاهـدوا أنفسهم لنيل أعظم فوز..
يتلذذون بكل لحظة يقومونها..
و في كل آية يرتلونها ترى السعادة و السكينة
ما أروع الذل بين يدي الله و الانكسار إليه..
أن تشعر بأنك فقير و أن الله هو الغني الحميد.
و أنك ذليل و أن الله العزيز..
و أنك ضعيف و أن الله هو القوي المتين..
هي لحظات لا توصف ، بين خوف و رجاء و تعظيم..
قم الليل..
و لو بركعـة..
و لو بركعـة..
قيام الليل..
دأب الصالحين
و نعمة حرم منها الكثيرون
كبلتهم الخطايا و الذنوب
و ربما نحن لم نحرمها - و الحمد لله - ..

إنه وسام ..
و نعمـة و منحة عظيمة
من رب كريم..
فاشكريه أن جاد بها عليكِ..
في زمن ندرت فيه..
اشكري الله
بقيام الليل والعبادة..
فغيرك غارق في ثلث الليل -بل ربما معظم الليل- وسط الأفلام و المعاصي ، بل غيرك لا يعرف الصلاة و غيرك لا يعرف ربـه..
إذا جن الليل..
فتوضئي..
و أقبلي على الرحمن بقلب خاشع..
منيب تائب
بإخلاص و صدق..
نفحات رائعـة..
و تجارة رابحة -بإذن الله-

فقد قال الله تعالى في حديث قدسي :-
(عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " إِذَا تَقَرَّبَ عَبْدِي مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا ، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا ، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا أَوْ بُوعًا ، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي بَاعًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً " .) - [صحيح البخاري]..

الله أكبر..
تقبلين على الله فيقبل عليك الله أكثر..
هذا و أنت مخلوقة ضعيفة مقصرة..فقيرة
و الله له ملك السماوات و الأرض و هو الغني عنا
يرحمك و ينزل عليك من خيراته و يعفو عنكِ..و يستر عليك خطاياكِ..
و أي قرب نرتجي غير قرب الله منا..
فما صلحت الدنيا إلا بالقرب من الله ..
و عظم الخسارة في الابتعاد عن الله جل جلاله..
لكن احذري أن..
يكون حظك من قيامك فقط (السهر و التعب)..
بل اجعلي من قيامك حافزاً لك لزيادة الخيرات و تحسين الأخلاق..
(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر)..
كلما زاد الخشوع في الصلاة نهتكِ عن الفحشاء و المنكر أكثر..
*********

يتبعـــ,,,

تاابعــــ للمذكرة 4

قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-:-
{ أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس }-[رواه الحاكم و البيهقي و حسنه المنذر و الألباني]..
وقال : { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل }[رواه مسلم].
كما قال -صلى الله عليه و سلم-{عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].

..
أمطرنني بالدعـوات
فكم أحتاجهـا..
!
..

مخرج: ..}
يا رجال الليل جـدوا .:. رب داع لا يرد..
..

المذكرة 5""""""
.. إلـى كل باحث عن رقة القلب ..

صالح بن عواد المغامسي

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} -(الحشر 22-24).

لكل من يسمع ليّ أو لغيري ولكل من يقرأ لنا أو لغيرنا لا تعود نفسك أن يرق قلبك إلى شيء أعظم من القرآن . كل حياة لقلبك لو سمعت مئات المحاضرات والله الذي لا إله إلا هو لا تعدل آية واحده من كتاب الله .

الله جل وعلا يقول :{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ مَا يُقَالُ لَك إلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَ ذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} -(فصلت 41-43). المؤمن لا يريد شيء أعظم من رضوان الله ورضوان الله لا ينال بشيء أعظم من حب كلام رب العالمين جل جلاله.

ومن أعظم ما أثنى الله به على أولياءه والصالحين من خلقه أنهم تتصفون بثلاث صفات – رزقنا الله وإياكم إياها بإخلاص – إذا تليت عليهم آيات الله :

وجلُ القلب واقشعرار الجلد وذرف العين .

قال الله موسى وهارون وإبراهيم وإدريس وإسماعيل ومريم وابنها في سورة مريم فذكرهم بصفات متفرقة ثم أجملقال جل وعلا : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}.(مريم-58)

والأشياء بالتعود وأعظم ما ينصح بهالإنسان ليحي قلبه أن يقوم بين يديّ الله في الليل ثم يأتي لآيات أثنى الله فيهاعلى ذاته العلية , ولا يوجد كلام أجمل وأعظم تأثيراً من ثناء الله على نفسه وإخبارالله عن ذاتهبما أنه لا أحد أعظم من الله فلا كلام أعظم من كلام الله وبما أنه لا أحد أعظم من الله فلا أحد أعلم بالله من الله .

هذه الأمور القواعد أحفظها جيداً :

لاأحد أعظم من الله ولا كلاماً أعظم من كلام الله ولا أحد أعلم بالله من الله .

فإذاجئت تقف بين يديه اختر آيات في أول تعودك على قيام الليل أثنى الله بها على ذاته العلية ثم رددها كثيراً وأنت تصلي حتى تستميل قلبك وتذرف عينك تدريجياً ثم مع الأيام يصبح قلبك لا يسكن بشيء أعظم من ذكر الله " ومن استأنس بالله استوحش من خلقه " .

الله يقول عن ذاته العلية :{ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} -(الفرقان45-47) هذه أشياء محسوسة تراها و أنت قبل أن تنام فإذا ربطتها بخالقها عظم اليقين في قلبك { وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} -(الفرقان47-50)

ويقول جل وعلا خواتيم الحشر:{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّاهُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءالْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ}.-(الحشر 22-24)

أين شعر الشعراء ؟ أين كلام البلغاء؟ أين وصف الفصحاء؟

هذا كلام رب العزة في رب العزة جلا جلاله هذا هو قوت القلوب الحقيقي الذي يعيش به المؤمن ويتعود ألا يشرب إلا منه ولا ينهل إلا من معينه هذا الذي يسوق إلى رضوان الجنات ويوفق بهالمؤمن للطاعات ويقاد فيه إلى أعلى المنازل .

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة مصير كل أحد إليك ورزق كل أحد إليك أسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وإن ترزقنا الإخلاص فيما نقول ونسمع

و صلي اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

المصدر : محاضرة الدر المنثور

شكرا لكي يا ارو على المساعدة في هذا الموضوووع

هههه
لاشكرا على واجب

المذكرة ":"6

رسالـة: هل جربت أن ترسم بفرشاة العطـاء؟..

بســم الله الرحــمن الرحيــم

كثيرات منا ينسين حافظات نقودهن حين يذهبن إلى المـدرسـة..

و أمامنا دوام طويل.. و أكيد أننا سنحتاج "ماء" أو "فطور" و نحن في المدرسـة..

و تخيلي ليس لديكِ نقود، قد تقضين اليوم بكامله جائعـة أو عطشـة..

نعم قد تقترضين،لكن قد تخجلين من ذلك فلا تقترضين شيئاً..

أوه! الوقت يمر ببطء، أريد العودة إلى المنزل، و تبدئين بتخيل الشراب البارد

و.. و..

هذا و هو أقل من يوم واحد..

تـرى

؟

!

هل جالت بنا عقولنا إلى أناس لا يتذوقون هذا الشراب الزلال إلا مرة في الشهر؟..

هل فكرنا كم طفل حرم من فرحة العيـد لأنه لا يجد رداءً له..

هل فكرنا بحجم التضحيات التي قد يبذلها أب فقير ليشتري لعبة تبهج ابنته؟..

و أنـه قد يحرم من وجبة طعام لفتـرة طويلـة؟..فقط لأنه اشترى لعبة نستطيع أن نشتري منها عشراً؟..

تعـالوا معي في رحلة قصيـرة ..

نعـم هناك..حيث الأرض الغناء ذات المناظر الجميلة، تختفي خلفها أزقة ضيقـة..

في كل خطـوة نقترب منها إلى هناك نسمع سطوراً من الشجن و الألم..

-ماما، أبغي آكل..أنا يوعان..أبغي حلاوة، أبغي مصـاص..

نبرة متبرمة لكنها حزينـة،فهو لم يذق ما يسد رمقه منذ "أسبـوع"..

-ما عندنا حبيبي، الحين أنت ارقد، و يوم نييب حلاوة باعطيك..

-مابي، كل يوم تقولين نفس الكلام، ابي حلاواااااااة..

بعد دقائق..

-ماما، نحن ما عندنا فلوس..صح؟

فتصمت الأم..

-ماما لازم نحصل فلوس عشان ناكل، ماما جيبي فلوس..

و يرد عليه صمتهـا..

نعم فماذا عساها تفعل؟..و كيف تسكت أفواها أنطقها الجوع، ..

هذا مشهـد يتكرر كل يوم، لوحة ترسم كل ساعة..

فماذا قدمنا لهم؟..

البكاء و التأثر بحالهم ليس كافياً أبداً.. أبـداً..

يجب علينا أن نمد يد العطـاء لهم ،و نتصدق و لو بدرهم واحد

و "رب درهم سبق ألف درهم"..

فهذا الدرهم الذي قد تستحقرينه قد يفرج كربات كثيرة و هموم كثيرة..

قال الله تعـالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة 261].

و قال –صلى الله عليه و سلم- : (ما من يوم يصبح العباد فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا) - رواه البخاري.

وقد قيل: إن دعاء الملك بالخلف فى المال أعم من أن يكون لأموال الدنيا أو لأموال الآخرة فحسب..

قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ) – رواه البخاري..

فتصدقي عزيزتي و جـودي، فرب دعوة من قلب صادق تنالينها و تفتح لك أبواب خير كثيرة..

و عن أبىهريرة –رضي الله عنه- ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيـامة و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)..رواه مسـلم..

جربي أن ترسمي بفرشاة العطاء بسمـة نقيـة.. و ستحصدين الكثير بإذن الله

فقط أخلصي و احتسبي..

و لا تنسي المسلمين و المؤمنين و المحتاجين من دعـوة صـادقـة..

تسلمي يا أرو على المساعدة الحلوة يا عسل